{ أَهُمْ خَيْرٌ } ردٌّ لقولِهم وتهديدٌ لَهُم أيْ أهُم خيرٌ في القوةِ والمنعةِ اللتينِ يُدفعُ بهما أسبابُ الهلاكِ { أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ } هو تبعٌ الحميريُّ الذي سارَ بالجيوشِ وحيَّر الحِيرةَ وبني سمرقندَ وقيل هدمَها وكان مؤمناً وقومُه كافرينَ ولذلكَ ذمَّهم الله تعالَى دونَهُ وكان يكتبُ في عنوانِ كتابِه بسمِ الله الذي ملكَ بحراً وبحراً أي بحاراً كثيرةً وعنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم : " لا تسبُّوا تُبعاً فإنَّه كانَ قد أسلمَ " {[721]} وعنْهُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ : " ما أدْرِي أكانَ تبعٌ نبياً أو غيرَ نبيَ " وعن ابنِ عبَّاسٍ رضيَ الله عنهُمَا : «أنَّه كانَ نبياً » . وقيلَ لملوكِ اليمنِ التبابعةِ لأنَّهم يُتبعونَ ، كما يقالُ لهم الأقيالُ لأنَّهم يتقيَّلونَ . { والذين مِن قَبْلِهِمْ } عطفٌ على قومُ تبعٍ والمرادُ بهم عادٌ وثمودُ وأضرابُهم من كلِّ جبَّارٍ عَنيدٍ أولي بأسٍ شديدٍ . والاستفهامُ لتقريرِ أنَّ أولئكَ أقوى مِنْ هؤلاءِ . وقولُه تعالَى { أهلكناهم } استئنافٌ لبيانِ عاقبةِ أمرِهم . وقولُه تعالَى : { إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } تعليلٌ لإهلاكِهم ليَعلمَ أنَّ أولئكَ حيثُ أهُلكُوا بسببِ إجرامِهم معَ ما كانُوا في غاية القوةِ والشدةِ فلأنْ يَهلكَ هؤلاءِ وهم شركاءُ لهم في الإجرامِ أضعفُ منهم في الشدةِ والقوةِ أَوْلَى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.