جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَٱذۡكُرۡ أَخَا عَادٍ إِذۡ أَنذَرَ قَوۡمَهُۥ بِٱلۡأَحۡقَافِ وَقَدۡ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦٓ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ} (21)

{ واذكر{[4596]} أخا عاد } ، أي : هودا ، { إذ أنذر } ، بدل من أخا عاد ، { قومه بالأحقاف } : منازلهم فهم ساكنون بين رمال ، جمع حقف ، وهو الرمل الكثير ، { وقد خلت النذر } ، حال من مفعول اذكر ، أو معترضة بين انذر وبين أن لا تعبدوا ، { من بين يديه } : قبله ، { ومن خلفه{[4597]} } : بعده فأنذروا كما أنذر ، { ألا تعبدوا إلا الله } أن مفسرة ، أو بألا تعبدوا ، فإن النهي عن شيء إنذار عن مضرته ، { إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم }


[4596]:ولما هدد بالعقوبات الأخروية، أعقبه بالعقوبات الدنيوية التي وقعت على قوم في جزيرة العرب معروفين بالقوة الغالبة والاستكبار والبنيان، الذي ليس له نظير في الدنيا، ولقريش معرفتهم بالأخبار ورؤية آثارهم فقال:{واذكر أخا عاد}/12 وجيز.
[4597]:عطف "من خلفه" على "من بين يديه" أما تنزيل الآتي منزلة الماضي، على طريقة "ونادى أصحاب الأعراف" (الأعراف: 48) وإما على تقدير: ويأتي من خلفه على طريقة: علفته تبنا وماء بارد/12 منه.