قوله تعالى : { وَذَرِ الَّذِينَ اتخذوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً } قال الضحاك : يعني : كفار قريش نصبوا أصنامهم في المسجد الحرام إلى أنصاب الحرم ، وقرطوها بالمقراط ، وعلقوا بيض النعامة في أعناقها . فنزل { وَذَرِ الَّذِينَ اتخذوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً } وقال الكلبي : إن الله تعالى جعل لكل قوم عيداً يعظمونه ، ويصلون فيه لله تعالى ، وكل قوم اتخذوا دينهم يعني : عيدهم لعباً ولهواً إلا هذه الأمة ، فإنهم اتخذوا عيدهم صلاة لله ، وحصناً للصدقة ، وهي الجمعة والفطر والأضحى . قال مقاتل : اتخذوا دينهم الإسلام لعباً يعني : باطلاً ولهواً عنه .
ثم قال : { وَغَرَّتْهُمُ الحياة الدنيا وَذَكّرْ بِهِ } يعني : عِظْ وَخَوِّفْ بالقرآن { أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ } يعني : لكي لا تهلك نفس { بِمَا كَسَبَتْ } يعني : بما عملت ويقال : تحبس نفس يعني تسلم نفس بذنوبها إلى النار وهذا قول الضحاك . وقال الأخفش : أن ترهن نفس بما عملت . ويقال : تحبس . وقال القتبي : أي تسلم للهلكة . ويقال : تخذل ولا تنصر .
ثم قال : { لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ الله وَلِيٌّ } يعني : إذا وقع في العذاب ، لم يكن لها مانع يمنعها من العذاب { وَلاَ شَفِيعٍ } يشفع لها { وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا } يقول : لو جاءت بعدل نفسها رجلاً مكانها أو يفتدي بما في الأرض جميعاً { لا يؤخذ منها } يعني : لا يقبل منها { أُوْلَئِكَ الذين أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ } يعني : أهلكوا . ويقال : أسلموا بذنوبهم إلى النار { لَهُمْ شَرَابٌ مّنْ حَمِيمٍ } يعني : ماء حار قد انتهى حره { وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } في الدنيا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.