جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ أَنتُمۡ قَلِيلٞ مُّسۡتَضۡعَفُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَـَٔاوَىٰكُمۡ وَأَيَّدَكُم بِنَصۡرِهِۦ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (26)

{ واذكروا } : يا معشر المهاجرين { إذ أنتم قليل } : في العدد { مستضعفون في الأرض } بمكة قبل الهجرة { تخافون أن يتخطفكم الناس } : يذهب بكم ، ويعدمكم كفار قريش أو كفار سائر البلاد { فآواكم } إلى المدينة { وأيدكم بنصره } على الأعداء يوم بدر وغيره { ورزقكم من الطيبات } الغنائم ، و كانت لا تحل للأمم السابقة { لعلكم{[1834]} تشكرون } : لكي تشكروا نعمة ، والآية خطاب للعرب كافة لا للمهاجرين خاصة ، فإن العرب كانوا أذل الناس وأجوعه وأعره وأضله ، حتى جاء الله بالإسلام فمكنهم في البلاد ، وسلطهم على العباد وجعلهم ملوكا شرفاء ، وصيرهم مترفين أغنياء .


[1834]:ولما من عليهم بما من بعد أن كانوا في قلة وذلة، نصحهم بألا يفتنوا بعده بإيثار المال والولد على محبة الله، فإنه ينافي الشكر فقال: "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا" الآية /12 وجيز.