المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{۞وَإِذَا رَأَيۡتَهُمۡ تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ وَإِن يَقُولُواْ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ كَأَنَّهُمۡ خُشُبٞ مُّسَنَّدَةٞۖ يَحۡسَبُونَ كُلَّ صَيۡحَةٍ عَلَيۡهِمۡۚ هُمُ ٱلۡعَدُوُّ فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ} (4)

تفسير الألفاظ :

{ خشب مسندة } أي أخشاب مسندة إلى الحائط ، شبههم بالأخشاب في كونهم أشباحا خالية عن العلم . والخشب جمع خشبة ، وقيل بل هو جمع خشباء وهي الخشبة التي فسد جوفها ، شبهوا بها في حسن المنظر وقبح المخبر . { أنى يؤفكون } أي كيف يصرفون عن الحق . يقال أفكه يأفكه أفكا ، أي صرفه .

تفسير المعاني :

وإذا رأيتهم يعجبك ضخم أجسامهم ، وإن يتكلموا تصغ لكلامهم ، لفصاحة ألسنتهم ، ولكنهم في خلوهم من العلم والنظر ، وفي غفلتهم عن تبعات الحياة كأنهم خشب مسندة إلى حائط لا تفقه قولا ، يتخيلون كل صيحة يسمعونها أنها واقعة عليهم وأنهم المقصودون بها . هؤلاء هم الأعداء فاحذرهم ولا تأمنهم ، قاتلهم الله فكيف يصرفون عن الحق .