قوله تعالى : { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ } يعني : المنافقين ، { تُعْجِبُكَ أجسامهم } يعني : عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق ، كان رجلاً جسيماً فصيحاً يعني : يعجبك منظرهم وفصاحتهم . { وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ } يعني : تصدقهم فتحسب أنهم محقون . { كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ } ، قال مقاتل : فيها تقديم ، يقول : كأن أجسامهم خشب مسندة بعضها على بعض قائماً ، وإنها لا تسمع ولا تعقل ، ويقال : { خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ } يعني : خشب أسند إلى الحائط ، ليس فيها أرواح ، فكذلك المنافقون لا يسمعون الإيمان ولا يعقلون . قرأ الكسائي ، وأبو عمرو ، وابن كثير في إحدى الروايتين { كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ } بجزم الشين ، والباقون بالضم ، ومعناهما واحد ، وهو جماعة الخشب .
فوصفهم بتمام الصور ، ثم أعلم أنهم في ترك التفهم بمنزلة الخشب . ثم قال : { يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ } ، فوصفهم بالجبن أي : كلما صاح صائح ، ظنوا أن ذلك لأمر عليهم ويقال : إن كل من خاطب النبي صلى الله عليه وسلم ، كانوا يخافون ويظنون أنه مخاطب يخاطبه في أمرهم ، وكشف نفاقهم . ثم أمر أن يحذرهم ، وبيّن أنهم أعداؤه فقال : { هُمُ العدو } يعني : هم أعداؤك ، { فاحذرهم } ولا تأمن من شرهم . ثم قال : { قاتلهم الله } يعني : لعنهم { أنى يُؤْفَكُونَ } يعني : من أين يكذبون ؟ ويقال : من أين يصرفون عن الحق ؟ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.