- ثم قال تعالى : ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم ) [ 4 ] .
العامل في " ( إذا ) " من قوله [ ( إذا جاءك ) ] و[ ( وإذا رأيتهم )وشبهه : الفعل الذي بعدهما . وفيهما معنى المجازاة ، للإبهام الذي فيهما ، وإذا كان فيهما معنى المجازاة لم( 5 ) يضافا إلى ما بعدهما . وإذا لم يضافا فأحسن أن يعمل ما بعدهما فيهما ، إلا أنه لا يختار أن يجزما للتوقيت الذي فيهما . ففارقا به معنى حروف الشرط من وجه ، فقبح العمل في اللفظ ، وحسن العمل في المعنى دون اللفظ للإبهام الذي فيهما ، فإن قدرتهما مضافين إلى ما بعدهما ، لم يعمل فيهما ولا عملا فيه لفظ ولا معنى .
والمعنى : وإذا رأيت – يا محمد – هؤلاء المنافقين تعجبك أجسامهم لاستواء خلقها وحسن صورتها ( وإن يقولوا تسمع لقولهم ) [ 4 ] كما تسمع كلام غيرهم من أهل الإيمان فتظنه حقا .
أي لا خير عندهم ولا علم ، إنما هم صور وأشباح [ بلا فهم ] ولا علم ولا عقل .
ثم قال : ( يحسبون كل صيحة عليهم )[ 4 ] .
( أي ) يظنون – من جبنهم وسوء ظنهم – كل صيحة يسمعونها أنها عليهم . وقيل : المعنى : يحسبون كل صائح يصيح أنه يقصدهم ، لأنهم ( على ) وجل من إظهار الله ( ما أخفوا ) من النفاق فيهتك سترهم ويبيح للمؤمنين قتلهم وسبي [ ذراريهم ] وأخذ أموالهم ، فهم من خوفهم كلما نزل وحي على النبي ظنوا أنه في أمرهم وفي هلاكهم وعطبهم .
- ثم قال تعالى : ( هم العدو فاحذرهم ) [ 4 ] .
أي : هم الأعداء لك – يا محمد – و( المؤمنين ) ، فاحذرهم .
- ثم قال تعالى : ( [ قاتلهم ] الله أنى يوفكون ) [ 4 ] .
أي : عاقبهم الله فأهلكهم فصاروا بمنزلة من قتل ، من أين يص( رفو )ن/عن الحق بعد ظهور البراهين والحجج .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.