تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞وَإِذَا رَأَيۡتَهُمۡ تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ وَإِن يَقُولُواْ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ كَأَنَّهُمۡ خُشُبٞ مُّسَنَّدَةٞۖ يَحۡسَبُونَ كُلَّ صَيۡحَةٍ عَلَيۡهِمۡۚ هُمُ ٱلۡعَدُوُّ فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ} (4)

{ وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم } يعني عبد الله بن أبي ، وكان رجلا جسيما صبيحا ذاق اللسان ، فإذا قال ، سمع النبي صلى الله عليه وسلم لقوله :{ وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة } فيها تقديم يقول : كأن أجسامهم خشب بعضها على بعض قياما ، لا نسمع ، ولا نعقل ، لأنها خشب ليست فيها أرواح ، فكذلك المنافقون لا يسمعون الإيمان ولا يعقلون ، ليس في أجوافهم إيمان فشب أجسامهم بالخشب { يحسبون كل صيحة } أنها { عليهم } يقول : إذا نادى مناد في العسكر أو أفلتت دابة ، أو أنشدت ضالة يعني طلبت ، ظنوا أنما يرادون بذلك مما في قلوبهم من الرعب .

ثم قال :{ هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله } يعني لعنهم الله { أنى } يعنى من أين { يؤفكون } آية يعني يكذبون .