جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَإِذَا رَأَيۡتَهُمۡ تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ وَإِن يَقُولُواْ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ كَأَنَّهُمۡ خُشُبٞ مُّسَنَّدَةٞۖ يَحۡسَبُونَ كُلَّ صَيۡحَةٍ عَلَيۡهِمۡۚ هُمُ ٱلۡعَدُوُّ فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ} (4)

{ وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم } فإنهم أشكال حسنة { وإن يقولوا تسمع لقولهم } لفصاحتهم { كأنهم خشب مسندة } أي : تسمع لما يقولون مشبهين بأخشاب منصوبة إلى حائط في الخلو عن الفهم والنفع ، فإن الخشب إذا انتفع به كان في سقف أو غيره من مظان الانتفاع ، وما دام متروكا أسند إلى الحائط فلا ينتفع به { يحسبون كل صيحة عليهم } أي : واقعة عليهم لجبنهم فهم أجسام لا قلوب لهم ، أو لأنهم على وجل من أن ينزل الله أمرا يهتك أستارهم { هم العدو فاحذرهم } لا تأمنهم { قاتلهم الله } دعاء عليهم وطلب من ذاته أن يلعنهم ، أو تعليم للمؤمنين { أنى يؤفكون } كيف يصرفون عن الهدى