{ وَلَم يَكُنْ لهُ كفؤا أَحَدٌ } أيْ لم يكافئهُ أحدٌ ، ولَمْ يماثلهُ ولَمْ يشاكلهُ من صاحبةٍ وَغيرِهَا ، ولَهُ صِلةٌ لكفؤٍ قدمتْ عليهِ معَ أنَّ حَقَّهَا التأخرُ عَنْهُ للاهتمامِ بِهَا ؛ لأنَّ المقصودَ نفيُ المكافأةِ عنْ ذاتِهِ تعالَى ، وقدْ جوزَ أنْ يكونَ خبراً لا صلة ، ويكونَ كُفؤاً حالاً من أحدٍ ، وليسَ بذاكَ ، وأما تأخيرُ اسمِ كانَ فلمراعاةِ الفواصلِ ، ووجهُ الوصلِ بينَ هذهِ الجملِ غنيٌّ عن البيانِ ، وقُرِئ بضمِّ الكافِ والفاءِ معَ تسهيلِ الهمزةِ ، وبضمِّ الكافِ وَكسرِهَا معَ سُكُونِ الفاءِ هَذا ، ولانطواءِ السورةِ الكريمةِ معَ تقاربِ قُطْريها عَلى أشتاتِ المعارفِ الإلهيةِ والردِّ عَلى منْ ألحَدَ فيهَا ، وردَ في الحديثِ النبويِّ أنَّها تعدلُ ثلثَ القرآنِ ، فإنَّ مقاصدَهُ منحصرةٌ في بيانِ العقائدِ والأحكامِ والقصصِ ، ومَنْ عَدَلَها لكلمةٍ اعتبرَ المقصودَ بالذاتِ منْهُ .
رُوِيَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم : أنَّهُ قالَ : «أسستِ السماواتُ السبعُ والأرضونَ السبعُ عَلى { قُلْ هُو الله أحدٌ } » أيْ ما خلقتْ إلا لتكونَ دلائلَ عَلَى توحيدِ الله تعالَى ومعرفةِ صفاتِهِ التي نطقتْ بها هذِه السورةُ . وعنهُ عليهِ السَّلامُ أنه سمعَ رجلاً يقرأُ { قُل هُو الله أحدٌ } فقالَ : " وجبتْ " فقيلَ ما وجبتْ يا رسولَ الله ؟ قالَ : " وجبتْ لَهُ الجنةُ " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.