الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ} (4)

{ ولم يكن له كفؤا أحد } .

{ كفؤا } خير " كان " و{ أحد }اسمها( {[78227]} ) .

وكان سيبويه يختار أن يكون الظرف خبرا إذا قدمه [ فيختار ]( {[78228]} ) إن في الدار( {[78229]} ) زيدا جالسا " ، فجعل( {[78230]} ) الظرف خبرا لتقديمه( {[78231]} ) وينصب " جالسا " على الحال ، فخطاه المبرد [ بهذه ] ( {[78232]} ) الآية ، لأنه( {[78233]} ) ( قد ) ( {[78234]} ) قدم الرف ولم يجعله خبرا( {[78235]} ) . والجواب عن سيبويه أن [ سيبويه ]( {[78236]} ) لم يمنع [ إلغاء ] ( {[78237]} ) الظرف إذا [ تقدم ] ( {[78238]} ) ، إنما اختار أن يكون خبرا ويجوز عنده ألا [ يكون ] ( {[78239]} ) خبرا ، [ وقد ] ( {[78240]} ) أشهد( {[78241]} ) شاهدا على [ إلغائه ] ( {[78242]} ) وهو متقدم ، وذلك قول الشاعر :

ما دام فيهن فصيل حيا( {[78243]} )***

وأيضا فإنه ( قد ) ( {[78244]} ) يجوز أن يكون ( كفؤا ) حالا من النكرة [ وهي ] ( {[78245]} ) { أحد } لما تقدم نعتها عليها نصب للحال( {[78246]} ) ، فيكون " [ له ] " ( {[78247]} ) الخبر على مذهب سيبويه واختياره( {[78248]} ) ، ولا يكون للمبرد على سيبويه حجة على هذا القول .

وقال( {[78249]} ) أبو عالية في [ معنى : { ولم يكن له كفؤا أحد } : ليس ] ( {[78250]} ) له [ مثل ] ( {[78251]} ) شبيه( {[78252]} ) ولا عدل ، وليس كمثله شيء( {[78253]} ) .

وقال كعب : إن الله دل ذكره [ أسس ] ( {[78254]} ) السماوات والسبع والأرضين( {[78255]} ) السبع على هذه السورة : { لم يلد ولم يولد } إلى آخرها( {[78256]} ) ، وإن الله جل ذكره لم يكافئه من خلقه أحد( {[78257]} ) .

وقال ابن عباس : { ولم( {[78258]} ) يكن له كفؤا أحد } : ليس كمثله( {[78259]} ) شيء ، فسبحانه هو الله( {[78260]} ) الواحد/ القهار( {[78261]} ) . وقال مجاهد : معناه : لم تكن له صاحبة( {[78262]} ) . والكفء –في كلام العرب- الشبيه( {[78263]} ) والمثل( {[78264]} ) .

وقولهم : لا كفاء له ، أي لا مثل له ، وقولهم : فلان معناه : نظير له وشبيه( {[78265]} ) . ومنه : كافأت الرجل ، أي فعلت( {[78266]} ) به( {[78267]} ) مثل [ ما فعل ] ( {[78268]} ) . ومنه كفأت [ الإناء ] ( {[78269]} ) ، أي جعلت ( في ) ( {[78270]} )

موضع الماء [ التفريغ ] ( {[78271]} ) . وكفأت في [ الشعر ] ( {[78272]} ) : جعلت حرفا نظير حرف( {[78273]} ) .

وقرأ سليمان بن علي الهاشمي : ولم يكن له [ كفاء ] ( {[78274]} ) أحد( {[78275]} ) ، وهو بمعنى { كفؤا } " ( {[78276]} ) ، يقال : كفء [ كفء ] ( {[78277]} ) وكفاء وكفء بمعنى [ فيجمع ] ( {[78278]} ) [ كفء ] ( {[78279]} ) [ كفء ] ( {[78280]} ) على أكفاء ، ويجمع كفاء( {[78281]} ) وكفئ( {[78282]} ) على أكفية( {[78283]} ) .


[78227]:انظر: معاني الأخفش 2/746.
[78228]:م: فتختاو.
[78229]:ث: الدر.
[78230]:أ، ث: يجعل، وهو أنسب.
[78231]:ث: تقدمت
[78232]:م: هذه.
[78233]:أ: أنه.
[78234]:ساقط من أ.
[78235]:انظر: قول: سيبويه في الكتاب 1/56 ورد المبرد في إعراب النحاس 5/312.
[78236]:م: سلموبي.
[78237]:م: العطا.
[78238]:م: فقص.
[78239]:م: تكون.
[78240]:م: قد.
[78241]:أ: أنشد، ولعله أنسب.
[78242]:ث: م: الغاية.
[78243]:هو رجز لابن ميادة وأوله: لتقربن قربا جلذيا*** انظر: الكتاب 1/50 وخزانة الأدب 9/272-274 واللسان: (جلذ).
[78244]:ساقط من أ، ث.
[78245]:م: هو.
[78246]:أ، ث. على الحال، ولعله أصح.
[78247]:م: لهم.
[78248]:انظر: إعراب النحاس 5/312.
[78249]:أ: قال.
[78250]:م: في معناه ليس.
[78251]:ساقط من ث، م.
[78252]:ث: شبه.
[78253]:انظر: جامع البيان 30/347 وتفسير القرطبي 20/246، وهو قول أبي بن كعب في الدر 8/669.
[78254]:م: أحسن.
[78255]:أ: والارضون. ث: والأراضيين.
[78256]:أ، ث: ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد.
[78257]:انظر: جامع البيان 30/347.
[78258]:أ: لم.
[78259]:ث: الذي ليس كمثله.
[78260]:أ، ث: فسبحان الله.
[78261]:جامع البيان 30/347.
[78262]:انظر: جامع البيان 30/348 وتفسير ابن كثير 4/610.
[78263]:ث: الشبه.
[78264]:انظر: مجاز أبي عبيدة 2/316 والمفردات للراغب 450 واللسان (كفأ).
[78265]:أ، ث: وشبيه له.
[78266]:ث: افعلت.
[78267]:أ: له.
[78268]:ساقط من م. وفي أ: الذي فعلني.
[78269]:م: الأما.
[78270]:ساقط من أ، ث.
[78271]:م: ليقرع. ث: التفويغ.
[78272]:م: الشعير.
[78273]:انظر: اللسان (كفأ).
[78274]:م، ث: كفؤا.
[78275]:انظر: المحرر 16/383 قال: "بكسر الكاف وفتح الفاء والمد".
[78276]:أ، ث: كفؤا.
[78277]:م: كفؤا.
[78278]:م: فيجتمع.
[78279]:م: كفؤا.
[78280]:م: ك كفؤا.
[78281]:أ: وكفي.
[78282]:ث: كفؤ.
[78283]:م: كفية، ث: اكفاية. وانظر: معاني الزجاج 5/378 واللسان: (كفأ).