معاني القرآن للفراء - الفراء  
{قَالَ فَٱذۡهَبۡ فَإِنَّ لَكَ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَۖ وَإِنَّ لَكَ مَوۡعِدٗا لَّن تُخۡلَفَهُۥۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰٓ إِلَٰهِكَ ٱلَّذِي ظَلۡتَ عَلَيۡهِ عَاكِفٗاۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُۥ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُۥ فِي ٱلۡيَمِّ نَسۡفًا} (97)

وقوله : { فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ 97 }

أي لا أُمَسّ ولا أَمَسُ ، أُوِّل ذلكَ أن موسَى أمرهم أَلاَّ يؤاكلوه ولا يخالطوه ولا يبايعوه . وتقرأ ( لا مَسَاسِ ) وهي لغة فاشية : لا مَسَاسِ لا مَسَاسِ مثل نزال ونظارِ من الانتظار . وقوله { الذي ظَلْت عليه عاكفاً } و { ظِلْت } و { فَظَلتُم تفكَّهُوَن } و { فَظِلتم } إنما جَاز الفتح والكسر لأن معناهما ظلِلتم ، فحذفت اللام الأولى : فمن كسر الظاء جعل كسرة اللام الساقطةِ في الظاء . ومن فتح الظاء قال : كانت مفتوحة فتركتُها على فتحها . ومثله مسَسْت ومسِست تقول العرب قد مَسْتُ ذلك ومِسْته ، وهممت بذلكَ وهَمْت ، وَوَدِدْتُ وَوَدَدْتُ كذا في ب أنك فعلت ذاكَ ، وهل أحسست صاحبك وهل أَحسْت .

وقوله { لَّنُحَرِّقَنَّهُ } بالنار و { لَنَحرُقَنَّه } لنَبْرُدنَّه بالحديد بَرْدا من حرقت أحرُقة وأحْرِقه لغتان . وأنشدني المفضل :

بذي فَرِقَيْنِ يوم بَنُو حَبيبٍ *** نيُوبَهَمُ علينا يَحْرُقونا

حدّثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثني حِبّان بن على عن الكلبيّ عن أبى صَالح أن علي بن أبى طالب قال ( لنَحرُقَنَّه ) لنبردنّه .