بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ فَٱذۡهَبۡ فَإِنَّ لَكَ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَۖ وَإِنَّ لَكَ مَوۡعِدٗا لَّن تُخۡلَفَهُۥۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰٓ إِلَٰهِكَ ٱلَّذِي ظَلۡتَ عَلَيۡهِ عَاكِفٗاۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُۥ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُۥ فِي ٱلۡيَمِّ نَسۡفًا} (97)

{ قَالَ } له موسى : { فاذهب فَإِنَّ لَكَ فِى الحياة } ، يعني : عقوبتك في الدنيا { أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ } ، يعني : لا أمس أحداً ولا يَمسَّني أحد ، ويقال : ابتلي بالوسواس وأصل الوسواس من ذلك الوقت ، ويقال : معناه لن تخالط أحداً ولن يخالطك أحد فنفاه عن قومه . { وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّن تُخْلَفَهُ } في الآخرة . قرأ ابن كثير وأبو عمرو : { لَّن تُخْلَفَهُ } بكسر اللام ، لن تغيب عنه ، ومعناه تبعث يوم القيامة لا تقدر على غير ذلك ولا تخلفه ، وقرأ الباقون { تُخْلَفَهُ } بنصب اللام ، يعني : لن تؤخر ولن تجاوز عنه ، ويقال : معناه يكافئك الله تعالى على ما فعلت والله لا يخلف الميعاد .

{ وانظر إلى إلهك الذى ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً } ، يعني : عابداً . { لَّنُحَرّقَنَّهُ } . روى معمر ، عن قتادة قال : في حرف ابن مسعود { ***لَنُذَبِّحَنَّهُ } ثمَّ { عَاكِفاً لَّنُحَرّقَنَّهُ } ، وقرأ الحسن { لَّنُحَرّقَنَّهُ } بالتخفيف ، وقراءة العامة بالتشديد ونصب الحاء ، ومعناه أنه يحرق مرة بعد مرة ؛ وقرأ أبو جعفر المدني { لَّنُحَرّقَنَّهُ } بنصب النون وضم الراء ، ومعناه لنبردنه بالمباريد ، ويقال : حرقه وأحرقه . { ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِى اليم نَسْفاً } ، يعني : لنذرينه في البحر ذرواً والنسف التذرية .