فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالَ فَٱذۡهَبۡ فَإِنَّ لَكَ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَۖ وَإِنَّ لَكَ مَوۡعِدٗا لَّن تُخۡلَفَهُۥۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰٓ إِلَٰهِكَ ٱلَّذِي ظَلۡتَ عَلَيۡهِ عَاكِفٗاۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُۥ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُۥ فِي ٱلۡيَمِّ نَسۡفًا} (97)

{ قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس } :

أي كما أخذت ومسست ما لم يكن لك أخذه ومسه من أثر الرسول ، فعقوبتك في الدنيا أن تقول لا مساس ، أي : لا تماس الناس ولا يمسونك ]{[2064]} ؛ أما الجزاء في الآخرة فإن لك موعدا لعذابك ، وعقوبتك على عظيم جنايتك ، وإضلالك وضلالتك ، لن يخلفكه الله ، ولا أنت بمفلت منه أو متخلف عنه ؛ وانظر إلى معبودك الذي بقيت على عبادته لنهلكنه ونفرق ذراته تفريقا ، ولنذرينه في البحر تذرية ، وإثر إبطال الباطل عمد موسى إلى إحقاق الحق فقال : { إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما } إنما يستحق العبادة والطاعة الله الذي لا رب غيره ولا معبود بحق سواه ، فهو العليم وغيره لا يعلم ، وعلم ربنا محيط بكل شيء .


[2064]:ما بين العلامتين [ ] من تفسير القرآن العظيم.