معاني القرآن للفراء - الفراء  
{لَّا تَجۡعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيۡنَكُمۡ كَدُعَآءِ بَعۡضِكُم بَعۡضٗاۚ قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمۡ لِوَاذٗاۚ فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63)

وقوله : { وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُ على أَمْرٍ جَامِعٍ 62 } كان المنافقون يشهدون الجُمُعة مع النبيّ صَلى الله عليه وسلم فيذكِّرهم ويعيبهم بالآياتِ التي تنزل فيهم ، فيضجرون من ذلكَ . فإن خفي لأحدهم القيامُ قَامَ . فذلك قوله : { قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لواذا 63 }

أي يستتر ( هَذَا بهذا ) وإنَّما قَالُوا : لو إذا لأنها مصدر لاوَذْت ، ولو كانت مصدراً لِلُذْت لكانت لِياذاً أي لذت ليَاذاً ، كما تقول : قمت إليه قياما ، وقامتك قِوَاما طويلا . وقوله { لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُمْ بَعْضاً } يقول : لا تدْعُوهُ يَا محمد كما يدعو يعضكم بعضاً . لكن وقِّرُوهُ فقولوا : يا نبيّ الله يا رسول الله يَا أبا القاسم .