الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَّا تَجۡعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيۡنَكُمۡ كَدُعَآءِ بَعۡضِكُم بَعۡضٗاۚ قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمۡ لِوَاذٗاۚ فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63)

وقوله تعالى : { لاَّ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرسول بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً } [ النور : 63 ] .

أي : لا تخاطبوه كمخاطبة بعضكم لبعض ، وأمرهم تعالى في هذه الآية وفي غيرها أنْ يدعوا رسول الله بأشرف أسمائه وذلك هو مُقْتَضَى التوقير ، فالأدب في الدعاء أنْ يقول : يا رسولَ اللّه ، ويكون ذلك بتوقير وبِرٍّ ، وخفض صوت ، قاله مجاهد ، واللواذ : الرَّوْغَانُ .

ثم أمرهم تعالى بالحذر من عذاب اللّه ونِقْمَتِهِ إذا خالفوا أمره ومعنى { يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ } أي : يقع خلافهم بعد أمره .