تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{لَّا تَجۡعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيۡنَكُمۡ كَدُعَآءِ بَعۡضِكُم بَعۡضٗاۚ قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمۡ لِوَاذٗاۚ فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63)

{ لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا } يقول الله عز وجل : لا تدعوا النبي صلى الله عليه وسلم باسمه يا محمد ، ويا ابن عبد الله ، إذا كلمتموه كما يدعو بعضكم بعضا باسمه يا فلان ، ويا ابن فلان ، ولكن عظموه وشرفوه صلى الله عليه وسلم ، وقولوا : يا رسول الله ، يا نبي الله صلى الله عليه وسلم ، نظيرها في الحجرات : { قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا } وذلك أن المنافقين كان يثقل عليهم يوم الجمعة قول النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه إذا كانوا معه على أمر جامع ، فيقوم المنافق وينسل ويلوذ بالرجال وبالسارية ، لئلا يراه النبي صلى الله عليه وسلم حتى يخرج من المسجد ، ويدعوه باسمه يا محمد ، ويا ابن عبد الله ، فنزلت هؤلاء الآيات قوله سبحانه : { قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا } فخوفهم عقوبته ، فقال سبحانه : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره } يعنى عن أمر الله عز وجل { أن تصيبهم فتنة } يعنى الكفر { أو يصيبهم عذاب أليم } آية ، يعنى وجيعا ، يعنى القيل في الدنيا .