المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{لَّا تَجۡعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيۡنَكُمۡ كَدُعَآءِ بَعۡضِكُم بَعۡضٗاۚ قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمۡ لِوَاذٗاۚ فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63)

تفسير الألفاظ :

{ دعاء الرسول } أي نداءه لكم واستدعاءه إياكم . { يتسللون } أي ينسلّون قليلا قليلا . { لواذا } هو مصدر لاذ به يلوذ به ، أي لجأ إليه . ويكون معنى يتسللون منكم لواذا ، أي يستترون بعضهم ببعض حتى يخرجوا من حضرة النبي . { يخالفون عن أمره } أي يخالفون أمره ، وإنما جيء بعن لتضمينه معنى الإعراض . { أن تصيبهم فتنة } أي كراهة أن تصيبهم محنة .

تفسير المعاني :

لا تقيسوا استدعاء رسول الله لكم كاستدعاء بعضكم بعضا في جواز الإعراض والتساهل في الإجابة ، والرجوع بغير إذن ، فإن المبادرة إلى إجابته واجبة . وقيل لا تجعلوا نداءه وتسميته كنداء بعضكم بعضا باسمه ورفع الصوت به ، ولكن اجعلوا نداءه بلقبه كيا رسول الله ويا نبيّ الله . وقيل لا تجعلوا دعاءه عليكم كدعاء بعضكم على بعض ، فإن دعاءه مستجاب . قد علم الله الذين ينسلّون منكم قليلا قليلا من الجماعة مستترين بعضكم ببعض ، فليحذر الذين يخالفونه أن تصيبهم محنة أو يصيبهم عذاب أليم .