معاني القرآن للفراء - الفراء  
{يَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَيۡرٖ مُّحۡضَرٗا وَمَا عَمِلَتۡ مِن سُوٓءٖ تَوَدُّ لَوۡ أَنَّ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَهُۥٓ أَمَدَۢا بَعِيدٗاۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (30)

وقوله : { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً . . . }

ما في مذهب الذي . ولا يكون جزاء لأن ( تجد ) قد وقعت على ما .

وقوله { وَما عَمِلَتْ مِن سُوءٍ } فإنك تردّه أيضا على ( ما ) فتجعل ( عملت ) صلة لها في مذهب رفع لقوله { تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها } ولو استأنفتها فلم توقع عليها ( تجد ) جاز الجزاء ؛ تجعل ( عملت ) مجزومة . ويقول في تودّ : تودَّ بالنصب وتودِّ . ولو كان التضعيف ظاهر لجاز تَوْدَدْ . وهي في قراءة عبد الله " وما عملت من سوء ودَّت " فهذا دليل على الجزم ، ولم أسمع أحدا من القراء قرأها جزما .