معاني القرآن للفراء - الفراء  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّـٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (7)

وقوله : { هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَماتٌ . . . }

{ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَماتٌ } يعني : مبيّنات للحلال والحرام ولم يُنْسَخن . وهنّ الثلاث الآياتِ في الأنعام أوّلها : { قل تعالَوا أَتل ما حرّم ربّكم عليكم } والآيتان بعدها . وقوله : { هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ } . يقول : هنّ الأصل .

{ وَأُخَرُ مُتَشَابِهاتٌ } وهنّ : ألمص ، وألر ، وألمر ؛ اشتبهن على اليهود لأنهم التمسوا مدّة أَكْل هذه الأمّة من حساب الجُمَّل ، فلما لم يأتهم على ما يريدون قالوا : خلّط محمد - صلى الله عليه وسلم - وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم .

فقال الله : { فَيَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ } يعنى تفسير المدّة .

ثم قال : { وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ } ثم استأنف " والراسخون " فرفعهم ب " يقولون " لا بإتباعهم إعراب الله . وفي قراءة أبىّ " ويقول الراسخون " وفي قراءة عبد الله " إنْ تأويله إلا عند الله ، والراسخون في العلم يقولون " .