تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّـٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (7)

آية { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات } تفسير مجاهد : { هن أم الكتاب } ، يعني ما فيه من الحلال والحرام ، وما سوى ذلك منه المتشابه { فأما الذين في قلوبهم زيغ } الآية ، كان الحسن يقول : نزلت في الخوارج ، قال الحسن ، ومعنى : { ابتغاء الفتنة } طلب الضلالة . قال محمد : الفتنة تتصرف على ضروب ، فكان الضرب الذي ابتغاه هؤلاء إفساد ذات البين في الدين ، ومعنى { زيغ } : الجور ، والميل عن القصد .

يحيى : عن الحارث بن نبهان ، عن أيوب ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية ، فقال : " إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين سمى الله ، فإذا رأيتموهم ، فلا تجالسوهم ، أو قال : احذروهم " . {[195]}

يحيى : وفي تفسير ابن عباس ، قال : نزل القرآن على أربعة أوجه : حلال وحرام لا يسع الناس جهله ، وتفسير يعلمه العلماء ، وعربية تعرفها العرب ، وتأويل لا يعلمه إلا الله .

يقول الراسخون في العلم : { آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب } أولو العقول ، وهم المؤمنون .


[195]:من حديث عائشة، رضي الله عنها، أخرجه البخاري (8/57، ح4547) مسلم (4/2053، ح 2665) الترمذي (5/207، ح 2993، 2994).