وقوله : { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتَا 56 }
أي افعَلوا وأنيبُوا وافعَلوا { أَن تَقُولَ نَفْسٌ } ألاّ يقول أحدكم غداً { يا حَسْرَتَا } ومثله قوله : { وَأَلْقَى في الأَرْضِ رَوَاسِي أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ } أي لا تميد .
وقوله : { يا حَسْرَتَا } : يا ويلتا مضاف إلى المتكلّم يحوّل العرب اليَاء إلا الألف في كلّ كلام كان مَعْناه الاسْتغَاثة ، يخرج على لفظ الدعاء . وربّما قيل : يا حَسْرَتِ كما قَالوا : يا لهَفِ على فلانٍ ، ويا لهفَا عَلَيْهِ قَال : أنشدني أبو ثَرْوان العُكْليُّ .
تزورونها أَو لا أزور نِسَاءكم *** ألهَفِ لأولاد الإماء الحواطب
فخفضَ كما يُخفض المنادَى إذا أضافه المتكلّم إلى نفسه .
وربّما أدخلت العرب الهاء بعدََ الألفِ التي في { حسرتَا } فيخفضونها مَرة ، ويرفعُونها . قَالَ : أنشدني أبو فَقْعَس ، بعضُ بنى أسد :
يا ربِّ يا ربّاهِ إيّاك أسَلْ *** عَفراء يا ربّاهِ من قبل الأَجل
فخفض ، قال : وأنشدني أبُو فَقْعَسٍ :
يا مرحباهِ بحمار ناهِيْه *** إِذَا أتى قرّبته للسَّانية
والخفض أكثر في كلام العرب ، ألاّ في قولهم : يا هناه ويا هَنْتَاه ، فالرفع في هذا أَكثر من الخفض ؛ لأنه كَثُر في الكلام فكأنه حَرف واحِدٌ مدعوّ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.