محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَن تَقُولَ نَفۡسٞ يَٰحَسۡرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّـٰخِرِينَ} (56)

{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ } أي جنوا عليها بالإسراف في المعاصي والكفر { لَا تَقْنَطُوا } قرئ بفتح النون وكسرها { مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ } أي لا تيأسوا من مغفرته بفعل سبب يمحو أثر الإسراف { إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا } أي لمن تاب وآمن . فإن الإسلام يجبّ ما قبله { إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ } أي توبوا إليه { وأسلموا له } أي استسلموا وانقادوا له . وذلك بعبادته وحده وطاعته وحده ، بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ } أي قصرت { فِي جَنبِ اللَّهِ } أي في جانب أمره ونهيه ، إذا لم أتبع أحسن ما أنزل { وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ } أي المستهزئين بمن يتبع الأحسن . و{ أن تقول } مفعول له بتقدير مضاف . أي : فتداركوا كراهة أن تقول . أو تعليل لفعل يدل عليه ما قبله . أي أنذركم وآمركم باتباع أحسن القول كراهة . وتفصيله في شروح ( الكشاف ) .