التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{أَن تَقُولَ نَفۡسٞ يَٰحَسۡرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّـٰخِرِينَ} (56)

قوله : { أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ } أن بمعنى لئلا ، أو كراهية ؛ أي لئلا تقول نفس . وقد نكَّر النفس ؛ لأن المراد بها بعض الأنفس وهم الظالمون الخاسرون ؛ إذْ يقول الهالك الخاسر يوم القيامة حيث العذاب المباغت الداهم والإياس الكامل { يَا حَسْرَتَا } والأصل : يا حسرتي . ولكن العرب تحوِّل الياء ألفا لأنها أمكن في الاستغاثة . ي يا ويلتا ويا ندما { عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ } على ما ضيعت من أوامر الله . أو على ما قصرت في طاعة الله { وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ } أي وما كنت من المستهزئين بدين الله وبكتابه الحكيم وبما جاء به المرسلون وبالمؤمنين .