معاني القرآن للفراء - الفراء  
{۞لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَثَٰبَهُمۡ فَتۡحٗا قَرِيبٗا} (18)

وقوله : { تَحْتَ الشَّجَرَةِ } كانت سَمُرةً .

وقوله : { فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ } .

كان النبي صلى الله عليه وسلم أُرِيَ في منامه أنه يدخل مكة ، فلما لم يتهيأ له ذلك ، وصالح أهل مكة على أن يخلوها له ثلاثا من العام المقبل دخل المسلمين أمر عظيم ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : إنما كانت رؤيا أُريتُها ، ولم تكون وحيا من السماء ، فعَلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم . والسكينة : الطمأنينة والوقار إلى ما أخبرهم به النبي صلى الله عليه وسلم : أنها إلى العام المقبل ، وذلك قوله : { فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَموا } من تأخير تأويل الرؤيا .