ثم قال : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } .
يعني : بيعة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية سنة ست ، وفتح خيبر سنة سبع ، وقال مالك : سنة ست أو هو الفتح القريب ، واعتمر [ رسول الله صلى الله عليه وسلم ] {[63970]} سنة سبع ، وفتح مكة سنة ثمان ، وحج أبو بكر ونادى علي {[63971]} براءة سنة تسع ، وحج النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة " {[63972]} .
وقد قال الله عز وجل : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } [ 18 ] .
ومن رضي الله عنه لم يدخل النار أبدا ، وكانوا بايعوه على منابزة قريش لما حبسوا عثمان {[63973]} ، وظن المؤمنون أنه قتل وأشاع إبليس في عسكر الرسول {[63974]} صلى الله عليه وسلم أن عثمان قتل وصدوا النبي {[63975]} عن البيت فبايعوه على ألا يفروا ولا يولوهم {[63976]} الأدبار أسفا على عثمان وكان النبي عليه السلام أرسله إلى المشركين بمكة في عقد الصلح وإعلامهم أنه إنما جاء {[63977]} ليعتمر معظما للبيت وللحرم {[63978]} فأبطأ عثمان ، فقيل قد قتل فبايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على قتالهم ثم بلغه أن عثمان سالم لم يقتل وهي بيعة الرضوان ، وكانت الشجرة سرة {[63979]} فكان الذين {[63980]} بايعوه ألفا وأربع مائة {[63981]} ، وقيل ألفا وخمس مائة {[63982]} ، وقيل ألف وثلاث مائة {[63983]} ، وقيل ألف وست مائة .
وقال ابن عباس : كانوا ألفا وخمس مائة وخمسة وعشرين {[63984]} {[63985]}
وقوله : { فعلم ما في قلوبهم } أي : علم الله ما في قلوب المؤمنين من صدق النية في مبايعتهم والوفاء بذلك : { فأنزل السكينة عليهم } [ أي ] {[63986]} : فأنزل الله الطمأنينة عند علمه بصدق فعليهم عليهم .
قال قتادة : /أنزل عليهم الصبر والوقار {[63987]} .
ثم قال : { وأثابهم فتحا قريبا } أي : وعوضهم من غنائم مكة غنائم خيبر بعقب رجوعهم من الحديبية سنة ست عند مالك ، والفتح : فتح خيبر قاله قتادة وغيره وعليه أكثر المفسرين {[63988]} .
وقال بعضهم هو فتح الحديبية وذلك سلامة المؤمنين ، ورجوعهم سالمين مأجورين/ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.