الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَثَٰبَهُمۡ فَتۡحٗا قَرِيبٗا} (18)

ثم قال : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } .

يعني : بيعة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية سنة ست ، وفتح خيبر سنة سبع ، وقال مالك : سنة ست أو هو الفتح القريب ، واعتمر [ رسول الله صلى الله عليه وسلم ] {[63970]} سنة سبع ، وفتح مكة سنة ثمان ، وحج أبو بكر ونادى علي {[63971]} براءة سنة تسع ، وحج النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر .

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة " {[63972]} .

وقد قال الله عز وجل : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } [ 18 ] .

ومن رضي الله عنه لم يدخل النار أبدا ، وكانوا بايعوه على منابزة قريش لما حبسوا عثمان {[63973]} ، وظن المؤمنون أنه قتل وأشاع إبليس في عسكر الرسول {[63974]} صلى الله عليه وسلم أن عثمان قتل وصدوا النبي {[63975]} عن البيت فبايعوه على ألا يفروا ولا يولوهم {[63976]} الأدبار أسفا على عثمان وكان النبي عليه السلام أرسله إلى المشركين بمكة في عقد الصلح وإعلامهم أنه إنما جاء {[63977]} ليعتمر معظما للبيت وللحرم {[63978]} فأبطأ عثمان ، فقيل قد قتل فبايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على قتالهم ثم بلغه أن عثمان سالم لم يقتل وهي بيعة الرضوان ، وكانت الشجرة سرة {[63979]} فكان الذين {[63980]} بايعوه ألفا وأربع مائة {[63981]} ، وقيل ألفا وخمس مائة {[63982]} ، وقيل ألف وثلاث مائة {[63983]} ، وقيل ألف وست مائة .

وقال ابن عباس : كانوا ألفا وخمس مائة وخمسة وعشرين {[63984]} {[63985]}

وقوله : { فعلم ما في قلوبهم } أي : علم الله ما في قلوب المؤمنين من صدق النية في مبايعتهم والوفاء بذلك : { فأنزل السكينة عليهم } [ أي ] {[63986]} : فأنزل الله الطمأنينة عند علمه بصدق فعليهم عليهم .

قال قتادة : /أنزل عليهم الصبر والوقار {[63987]} .

ثم قال : { وأثابهم فتحا قريبا } أي : وعوضهم من غنائم مكة غنائم خيبر بعقب رجوعهم من الحديبية سنة ست عند مالك ، والفتح : فتح خيبر قاله قتادة وغيره وعليه أكثر المفسرين {[63988]} .

وقال بعضهم هو فتح الحديبية وذلك سلامة المؤمنين ، ورجوعهم سالمين مأجورين/ .


[63970]:ساقط من ع.
[63971]:ع: "رضي الله عنه".
[63972]:أخرجه أبو داود في كتاب : السنة، باب: في الخلفاء 4/213، والترمذي في المناقب وقال حديث حسن صحيح. وانظر: تحفة الأشراف للحفاظ المزي 2/340.
[63973]:ع: "عثمان رضي الله عنه".
[63974]:ع: "رسول الله".
[63975]:ع : "النهي": وهو تحريف.
[63976]:ع: "يولهم": وهو خطـأ.
[63977]:ع: "جاءهم".
[63978]:ح: "وللحرام".
[63979]:انظر: معاني الفراء 3/62.
[63980]:ع : "وكان الذي".
[63981]:وهو قول البراء وسلمة بن الأكوع وجابر ومعقل بن يسار في زاد المسير 7/422، والدر المنثور 7/522.
[63982]:وهو قول جابر وقتادة في جامع البيان 26/55، وزاد المسير 7/422.
[63983]:وهو قول عبد الله بن أبي أوفى في جامع البيان 25/55، وزاد المسير 7/422.
[63984]:ح: وعشرون".
[63985]:انظر: جامع البيان 26/55، وزاد المسير 7/422.
[63986]:ساقط من ح.
[63987]:انظر: جامع البيان 26/55.
[63988]:راجع جامع البيان 26/55، والتفسير الكبير للرازي 28/106، والكشاف 3/546، وتفسير القرطبي 16/278، والدر المنثور 7/524، والبحر المحيط 8/96.