ثم ذكر سبحانه الذين أخلصوا نياتهم ، وشهدوا بيعة الرضوان ، فقال : { لَّقَدْ رَضِيَ الله عَنِ المؤمنين إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشجرة } أي رضي الله عنهم وقت تلك البيعة ، وهي بيعة الرضوان ، وكانت بالحديبية ، والعامل في { تَحْتِ } إما يبايعونك ، أو محذوف على أنه حال من المفعول ، وهذه الشجرة المذكورة هي شجرة كانت بالحديبية وقيل : سدرة ، وكانت البيعة على أن يقاتلوا قريشاً ولا يفرّوا . وروي أنه بايعهم على الموت ، وقد تقدّم ذكر عدد أهل هذه البيعة قريباً ، والقصة مبسوطة في كتب الحديث والسير . { فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } معطوف على يبايعونك . قال الفراء : أي علم ما في قلوبهم من الصدق والوفاء . وقال قتادة وابن جريج : من الرضى بأمر البيعة على أن لا يفرّوا . وقال مقاتل : من كراهة البيعة على الموت { فَأنزَلَ السكينة عَلَيْهِمْ } معطوف على رضي ، والسكينة : الطمأنينة وسكون النفس كما تقدّم ، وقيل : الصبر { وأثابهم فَتْحاً قَرِيباً } هو فتح خيبر عند انصرافهم من الحديبية . قاله قتادة وابن أبي ليلى وغيرهما ، وقيل : فتح مكة ، والأوّل أولى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.