بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَثَٰبَهُمۡ فَتۡحٗا قَرِيبٗا} (18)

قوله تعالى : { لَّقَدْ رَضِيَ الله عَنِ المؤمنين إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشجرة } يعني : شجرة السمرة . ويقال : أم غيلان . قال قتادة : بايعوهُ يومئذٍ وهم ألف وأربعمائة رجل . وكان عثمان يومئذٍ بمكة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إنَّ عُثْمَانَ فِي حَاجَةِ الله وَحَاجَةِ رَسُولِهِ ، وَحَاجَةِ المُؤْمِنِينَ . ثُمَّ وضع إحدى يديه على الأخرى ، وقال : هذه بَيْعَةُ عُثْمَان » .

{ فَعَلِمَ مَا في قُلُوبِهِمْ } أي : ما في قلوبهم من الصدق والوفاء . وهذا قول ابن عباس . وقال مقاتل : { فَعَلِمَ مَا في قُلُوبِهِمْ } من الكراهية للبيعة على أن يقتلوا ، ولا يفروا . { فَأنزَلَ } الله { السكينة عَلَيْهِمْ } يعني : أنزل الله تعالى الطمأنينة ، والرضى عليهم . { وأثابهم } يعني : أعطاهم . { فَتْحاً قَرِيباً } يعني : فتح خيبر .