جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَثَٰبَهُمۡ فَتۡحٗا قَرِيبٗا} (18)

{ لقد رضي الله عن المؤمنين{[4662]} } ، وهم ألف وأربعمائة على الأصح ، { إذ يبايعونك } : بالحديبية على أن يكونوا متفقين على قتال قريش ، فإنهم هموا قتل عثمان- رضي الله عنه- وهو رسول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إليهم { تحت الشجرة } ، أي : سمرة{[4663]} { فعلم ما في قلوبهم } : من الإخلاص ، { فأنزل السكينة } : الطمأنينة ، { عليهم وأثابهم } : جازاهم ، { فتحا قريبا } ، هو الصلح ، وما هو سبب له من فتح خيبر ومكة ثم فتح سائر البلاد ،


[4662]:وكفاهم فخرا/12 وجيز.
[4663]:وكانت البيعة على أن يقاتلوا قريشا، ولا يفروا وروى أنه بايعهم على الموت والسمرة من شجر الطلح، وجمهور المفسرين على أنه المراد بالطلح في القرآن الموز، وفي الصحيح عن ابن عمر أن الشجرة أخفيت، والحكمة في ذلك أن لا يحصل الافتتان بها لما وقع تحتها من الخير، فلو بقيت لما أمن تعظيم الجهال لها حتى ربما اعتقدوا أن لها قوة نفع أو ضر كما نشاهد الآن فيما دونها، ولذلك أشار ابن عمر بقوله: كان خفائها رحمة من الله كذا في الفتح، وشرح المواهب وعن نافع قال: بلغ عمر بن الخطاب أن ناسا يأتون الشجرة التي بويع تحتها، فأمر بها فقطعت، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف/12 فتح البيان في مقاصد القرآن.