النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَثَٰبَهُمۡ فَتۡحٗا قَرِيبٗا} (18)

قوله عز وجل : { لَقَدْ رِضِي اللَّهُ عَنِ المُؤمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجرَةِ } كانت سبب هذه البيعة وهي بيعة الرضوان تأخر عثمان رضي الله عنه بمكة حين أنفذه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية رسولاً يدعوهم إلى الإسلام{[2699]} فأبطأ وأرجف بقتله ، فبايع أصحابه وبايعوه على الصبر والجهاد ، وكانوا فيما رواه ابن عباس ألفاً وخمسمائة ، وقال جابر : كانوا ألفاً وأربعمائة وقال عبد الله بن أبي أوفى : ألفاً وثلاثمائةً .

وكانت البيعة تحت الشجرة بالحديبية والشجرة سمرة . وسميت بيعة الرضوان ، لقوله تعالى : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ } .

{ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } فيه وجهان :

أحدهما : من صدق النية ، قاله الفراء .

الثاني : من كراهة البيعة على أن يقاتلوا معه على الموت ، قاله مقاتل .

{ فَأَنزَلَ السَّكِينَة عَلَيْهِمْ } فيه وجهان :

أحدهما : فتح خيبر لقربها من الحديبية ، قاله قتادة .

الثاني : فتح مكة .


[2699]:إلى الإسلام. ساقطة من ع.