معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَإِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ءَأَنتَ قُلۡتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيۡنِ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالَ سُبۡحَٰنَكَ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أَقُولَ مَا لَيۡسَ لِي بِحَقٍّۚ إِن كُنتُ قُلۡتُهُۥ فَقَدۡ عَلِمۡتَهُۥۚ تَعۡلَمُ مَا فِي نَفۡسِي وَلَآ أَعۡلَمُ مَا فِي نَفۡسِكَۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُيُوبِ} (116)

وقوله : { يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ . . . }

( عيسى ) في موضع رفع ، وإن شئت نصبت . وأما ( ابن ) فلا يجوز فيه إلا النصب . وكذلك تفعل في كل اسم دعوته باسمه ونسبته إلى أبيه ، كقولك : يا زيدُ بنَ عبد الله ، ويا زيدَ بنَ عبد الله . والنصب في ( زيد ) في كلام العرب أكثر . فإذا رفعت فالكلام على دعوتين ، وإذا نصبت فهو دعوة . فإذا قلت : يا زيدُ أخا تميم ، أو قلت : يا زيدُ ابن الرجلِ الصالح رفعت الأوّل ، ونصبت الثاني ، كقول الشاعر :

يا زِبْرِقانُ أخا بنى خَلَفٍ *** ما أنتَ ويلَ أبيك والفَخْرُ