وقوله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) الآية
أحدها : أن كان هذا القول منه في الوقت الذي كان عيسى بين أظهرهم ليكون ذلك آية حجة لمن تبعه على من زاغ عن طريقه ، وضل عن سبيل الهدى لأنه تبرأ أن يكون قال لهم ذلك .
ويحتمل أن يكون قال ذلك له وقت رفعه إلى السماء ؛ قر[ في الأصل وم : قرر ] عنده أن قومه يقولون ذلك القول بعد مفارقته قومه .
وقيل : يقول ذلك له يوم القيامة ، ويكون قال بمعنى يقول كقوله تعالى : ( وقال الذين في النار لخزنة جهنم )[ غافر : 49 ] وكقوله تعالى : ( يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا )[ الآية : 109 ] أي[ في الأصل وم : أن ] يقولون ، وذلك جائز : قال بمعنى يقول . وذلك في القرآن كثير .
واتخاذهم عيسى وأمه إلهين قول متناقض لأنهم سموها أم عيسى . فإذا ثبتت لها الأمومة بطل أن يكون إلها لأنه لا يكون ابن غيره إلها . لكنهم قوم سفهاء ؛ يقولون ذلك عن سفه .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ) أي لأنه لا ينبغي أن أقول ما ليس لي ذلك ( إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ) يتكلم على وجهين :
والثاني : على إرادة الذات . فإن كان الله ، تعالى عن أن يوصف بالذات كما يوصف الخلق ، دل أنما يراد /143-أ/ بذلك غيره ؛ وهو أن يقال : تعلم ما عندي ، ولا أعلم ما عندك ، أو يقول : تعلم ما كان مني ، ولا أطلع على غيبك ( إنك أنت علام الغيوب ) أي أنت علام ما غاب عن الخلق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.