قوله : { وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس } الآية [ 118 ] .
المعنى : واذكر إذ قال { الله }{[18941]} . وجماعة من المفسرين على أن الله أخبرنا أنه قال لعيسى حين{[18942]} رفعه إليه ، قاله السدي وغيره{[18943]} .
وقيل : هو خبر من الله عما{[18944]} يكون في القيامة ، قال ابن جريج : يقول ذلك لعيسى والناس يسمعون ، فيراجعه بالإقرار والعبودية ، فيعلم من كان يقول في عيسى ما يقول أنه إنما كان باطلا{[18945]} .
ودل قوله : { هذا يوم{[18946]} ينفع الصادقين{[18947]} } على أنه يوم القيامة{[18948]} . و( إذ ) – على هذا{[18949]} – بمعنى ( إذ ) ، ويكون { قال } بمعنى{[18950]} ( يقول ){[18951]} كما قال : { ولو ترى إذ فزعوا }{[18952]} أي : إذا{[18953]} ( فزعوا ){[18954]} وإذ يفزعون{[18955]} .
والمسألة في قوله : { أأنت قلت } إنما هي على وجه التوبيخ للذين ادعوا عليه ذلك ، وهم بنو إسرائيل{[18956]} .
واختار الطبري قول السدي أنه خبر قد كان حين رفعه الله إليه ، لأن ( إذ ){[18957]} { في }{[18958]} ( الأغلب ){[18959]} من كلام العرب – لما مضى – فحمل الكلام على الأكثر الفاشي أولى ، ولأن عيسى لا يشك{[18960]} – هو ولا أحد من الأنبياء{[18961]} – أن الله لا يغفر لمن{[18962]} مات على شركه ، فيجوز{[18963]} أن يتوهم على عيسى أنه قال في الآخرة – مجيبا لربه{[18964]} إذ{[18965]} سأله عمن{[18966]} اتخذه ( هو ){[18967]} وأمه إلهين{[18968]} – { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم }{[18969]} .
ووجه سؤال الله لعيسى عما قد علم أنه لم يفعله : هو على معنى تنبيه المسؤول{[18970]} على الاستعظام ، كقولك للرجل : ( أفعلت كذا وكذا ؟ ) – وأنت تعلم أنه لم يفعله{[18971]} - / ليستعظم فعل ما قد سألته عنه{[18972]} ، وقيل : إنما سأله عن ذلك على وجه إعلامه أن أمته قد فعلت ذلك بعده ، فأعلمه حالهم بعده{[18973]} .
ومعنى : { تعلم ما في نفسي } أي : تعلم غيبي ، ولا أعلم غيبك حتى تُطلِعَني عليه ، { إنك أنت علام الغيوب } أي : علام الخفيات من الأمور{[18974]} . وقيل : المعنى : تعلم حقيقتي ولا أعلم ( غيبك ){[18975]} ولا حقيقتك{[18976]} .
والنفس – في كلام العرب – يجري{[18977]} على ضربين :
على النفس التي بخروجها يكون الموت ، كقولك : ( خرجت نفس فلان ) أي : مات .
ويكون جملة الشيء وحقيقته ، تقول : ( قتل فلان نفسه ) ، فليس المعنى ( أن ){[18978]} الهلاك وقع ببعضه ، إنما وقع بذاته{[18979]} كلها وحقيقته{[18980]} . وأجاز بعضهم الوقف على ( ما ليس { لي }{[18981]} ) ، ويكون { بحق } متعلقا ب { علمته }{[18982]} على معنى : فقد علمته بحق ، ورد ذلك بعضهم{[18983]} ، لأن التقديم والتأخير لا يجوز إلا بتوقيف أو فيما { لا }{[18984]} يمكن إلا ذلك{[18985]} .
والتمام عند نافع وغيره { بحق }{[18986]} . وكذلك روي أن{[18987]} النبي صلى الله عليه وسلم وقف{[18988]} عليه{[18989]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.