{ و } اذكر { إذ قال الله } أي : يقول لعيسى في القيامة توبيخاً لقومه وإنما عبر بالماضي لتحقق وقوعه كقوله تعالى : { أتى أمر الله } ( النحل ، 1 ) { يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله } أي : غيره ، وقال السدّي : قال الله هذا القول لعيسى حين رفعه إلى السماء ؛ لأن حرف إذ يكون للماضي وسائر المفسرين على الأوّل ، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بتسهيل الهمزة الثانية وأدخل ألفاً بينهما قالون وأبو عمرو وورش وابن كثير لم يدخلا ألفاً بينهما والباقون بتحقيق الهمزتين ولا ألف بينهما وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص أمي بفتح الباء والباقون بالسكون .
فإن قيل : ما وجه هذا السؤال مع علم الله عز وجل أن عيسى عليه السلام لم يقله ؟ أجيب : بأنه ذكر لتوبيخ قومه كما مرّ ، ولتعظيم أمر هذه المقالة كما يقول القائل لآخر : أفعلت كذا وكذا فيما يعلم أنه لم يفعله إعلاماً واستعظاماً لا استخباراً واستفهاماً ، وأيضاً أراد الله عز وجل أن يقرّ عيسى على نفسه بالعبودية فيسمع قومه ويظهر كذبهم عليه أنه أمرهم بذلك . قال أبو روق إذا سمع عيسى عليه السلام هذا الخطاب ارتعدت فرائصه ومفاصله وانفجرت من أصل كل شعرة من جسده عين من دم ثم { قال } وهو يرعد مجيباً لله { سبحانك } أي : أنزهك عن أن يكون لك شريك { ما يكون } أي : ما ينبغي { لي أن أقول ما ليس لي بحق } خبر ليس «ولي » للتبيين ، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو ( لي ) الأولى بفتح الياء والباقون بالسكون { إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما } أخفيه { في نفسي ولا أعلم ما في نفسك } أي : ما أخفيته عني من الأشياء وقوله : في نفسك للمشاكلة . وقيل : المراد بالنفس الذات وقوله : { إنك أنت علام الغيوب } تقرير لجملتي { تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك } باعتبار منطوق { إنك أنت علام الغيوب } ومفهومه لأنه يدل بمنطوقه على أنه تعالى لا يعلم الغيب غيره فيكون تقريراً لقوله تعالى : { ولا أعلم ما في نفسك } وقرأ حمزة وشعبة بكسر الغين والباقون بالضم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.