البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هَلۡ تُحِسُّ مِنۡهُم مِّنۡ أَحَدٍ أَوۡ تَسۡمَعُ لَهُمۡ رِكۡزَۢا} (98)

الركز : الصوت الخفي ، ومنه ركز الرمح غيب طرفه في الأرض ، والركاز المال المدفون .

وقيل : الصوت الخفي دون نطق بحروف ولا فم .

قال الشاعر :

فتوجست ركز الأنيس فراعها***عن ظهر غيب والأنيس سقامها

{ وكم أهلكنا } تخويف لهم وإنذار بالإهلاك بالعذاب والضمير في قوله { قبلهم } عائد على { قوماً لداً } و { هل تحس } استفهام معناه النفي أي لا تحس .

وقرأ الجمهور : { هل تحس } مضارع أحس .

وقرأ أبو حيوة وأبو بحرية وابن أبي عبلة وأبو جعفر المدني { تحس } بفتح التاء وضم الحاء .

وقرئ { تحس } من حسه إذا شعر به ومنه الحواس والمحسوسات .

وقرأ حنظلة { أو تسمع } مضارع أسمعت مبنياً للمفعول .

وقال ابن عباس : الركز الصوت الخفي .

قال ابن زيد الحس .

وقال الحسن : لما أتاهم عذابنا لم يبق منهم شخص يرى ولا صوت يسمع .

وقيل : المعنى ماتوا ونسي ذكرهم فلا يخبر عنهم مخبر .