الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٖ فَتَكُن فِي صَخۡرَةٍ أَوۡ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَأۡتِ بِهَا ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٞ} (16)

قوله : { إِنَّهَآ إِن تَكُ } : ضميرُ القصةِ . والجملةُ الشرطيةُ مفسِّرةٌ للضميرِ . وتقدَّم أنَّ نافعاً يقرأُ " مثْقال " بالرفع على أنَّ " كان " تامةٌ وهو فاعلُها . وعلى هذا فيُقال : لِمَ لَحِقَتْ فعلَه تاءُ التأنيث ؟ قيل : لإِضافته إلى مؤنث ، ولأنه بمعنى : زِنَةُ حَبَّة . وجَوَّز الزمخشري في ضمير " إنها " أَنْ تكونَ للهِنَةِ من السَّيِّئاتِ أو الإِحسان في قراءةِ مَنْ نصب " مِثْقال " . وقيل : الضميرُ يعودُ على ما يُفْهَمُ مِنْ سياقِ الكلامِ أي : إنَّ التي سألْتَ عنها إنْ تَكُ . وفي التفسير : أنه سأل أباه : أرأيتَ الحبة تقع في مَغاصِ البحر : أيعلُمها اللَّه ؟

وقرأ عبد الكريم الجَزَرِيُّ " فَتَكِنَّ " بكسرِ الكاف وتشديد النونِ مفتوحةً أي : فتستقرَّ . وقرأ محمد بن أبي فجة البعلبكي " فَتُكَنَّ " كذلك إلاَّ أنه مبنيٌّ للمفعول . وقتادة " فَتَكِنُ " بكسرِ الكاف وتخفيف النونِ مضارعَ " وَكَنَ " أي : استقرَّ في وَكْنِه ووَكْرِه .