الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّـٰتِ عَدۡنٖۚ وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (72)

وقوله تعالى : { خَالِدِينَ } : حالٌ مقدرة كما تقدم . والعَدْن : الإِقامة يُقال : عَدَنَ بالمكان يَعْدِن عَدْناً أي ثَبَتَ واستقرَّ ، ومنه المَعْدِن لمُسْتَقَرِّ الجواهر ويُقال : عَدَن عُدُوناً فله مصدران ، هذا أصلُ هذه اللفظة لغةً ، وفي التفسير ذكروا لها معانيَ كثيرةً . وقال الأعشى في معنى الإِقامة :

2516 وإن يَسْتضيفوا إلى حِلْمِهِ *** يُضافُوا إلى راجِحٍ قد عَدَنْ

أي : ثَبَتَ واستقرَّ ، ومنه " عَدَن " لمدينة باليمن لكثرة المقيمين بها .

قوله : { وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ } ، التكثير يفيد التعليل ، أي : أقلُّ شيء من الرضوان أكبر من جميع ما تقدَّم مِنَ الجنَّات ومساكنها .