فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَسَلَٰمٌ عَلَيۡهِ يَوۡمَ وُلِدَ وَيَوۡمَ يَمُوتُ وَيَوۡمَ يُبۡعَثُ حَيّٗا} (15)

{ وسلام } منا { عليه } .

قال ابن جرير وغيره : معناه أمان عليه من الله ، قال ابن عطية : والأظهر عندي أنها التحية المتعارفة فهي أشرف وأنه من الأمان لأن الأمان متحصل له بنفي العصيان عنه وهو أقل درجاته . وإنما الشرف في أن سلم الله عليه . وقال سلام هنا منكرا ، وفي قصة عيسى { والسلام } معرفا لأن الأول من الله ، والقليل منه كثير ، والثاني من عيسى .

ومعنى { يوم ولد } أنه أمن من الشيطان وغيره في ذلك اليوم ، وسلم من أن يناله الشيطان كما ينال سائر بني آدم ، أو أن الله حياه في ذلك اليوم { ويوم يموت ويوم يبعث حيا } قيل أوحش ما يكون الإنسان في ثلاثة مواطن : يوم ولد لأنه خرج مما كان فيه ، ويوم يموت لأنه يرى قوما لم يكن قد عرفهم وأحكاما ليس لديها عهد ، ويوم يبعث لأنه يرى هول يوم القيامة ، فخص الله سبحانه يحيى بالكرامة والسلامة في المواطن الثلاثة .