أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيۡءِۭ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (25)

شرح الكلمات :

{ ريح تدمر كل شيء } : أي ريح عاتية تهلك كل شيء تمر به .

{ بأمر ربها } : أي بإِذن ربها تعالى .

{ فأصبحوا لا يرى إلاّ مساكنهم } : أي أهلكتهم عن آخرهم فلم يبق إلا مساكنهم .

{ كذلك نجزي القوم المجرمين } : أي كذلك الجزاء الذي جازينا به عاداً قوم هود وهو الهلاك الشامل نجزي المجرمين من سائر الأمم .

المعنى :

{ بأمر ربها } أي بإِذنه وقد أتت عليهم عن آخرهم ولم ينج إلا هود والذين آمنوا معه برحمة من الله خاصة ، { فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم } أي لا يرى الرائي إذ نظر إليهم إلاّ مساكنهم خالية ما بها أحد . قال تعالى { وكذلك نجزي القوم المجرمين } أي كهذا الجزاء بالدمار والهلاك نجزي المجرمين أي المفسدين أنفسهم بالشرك والمعاصي .

الهداية :

من الهداية :

- بيان سنة الله تعالى في إهلاك المجرمين وهم الذين يصرون على الشرك والمعاصي .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيۡءِۭ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (25)

قوله : { تدمر كل شيء بأمر ربها } أي تهلك كل شيء من الناس والحيوان والنبات بإذن الله وتقديره . فما يكون من عقاب ولا عذاب ولا جزاء إلا بإرادة الله القادر .

قوله : { فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم } دمرت عليهم الريح العاتية تدميرا فجعلتهم صرعى وأمالت عليهم الرمال فكانوا تحت الرمال سبع ليال وثمانية أيام حسوما{[4215]} فباتوا بعد ذلك أثرا بعد عين ، فأصبحوا لا يرى منهم أحد إلا مساكنهم الخاوية ، فبادوا جميعا ولم تبق منهم باقية . من أجل ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه الكراهية خشية أن يكون ذلك عذابا لا رحمة . وكان يقول : " مايؤمنني أن يكون فيه عذاب . قد عذب قوم بالريح ، وقد رأى قوم العذاب وقالوا هذا عارض ممطرنا " وروى مسلم في صحيحه عن عائشة ( رضي الله عنها ) قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال : " اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به . وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به " .

قوله : { كذلك نجزي القوم المجرمين } الكاف في اسم الإشارة في موضع نصب صفة لمصدر محذوف ، أي مثل هذا العقاب يعاقب الله الظالمين العتاة الذين فسقوا عن أمر الله{[4216]} .


[4215]:الحسوم: الشؤم. انظر مختار الصحاح ص 136.
[4216]:تفسير ابن كثير جـ 4 ص 161 وتفسير القرطبي جـ 16 ص 206- 208 وتفسير الطبري جـ 26 ص 16، 17 وتفسير الرازي جـ 28 ص 28.