أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ مَكَّنَّـٰهُمۡ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّـٰكُمۡ فِيهِ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ سَمۡعٗا وَأَبۡصَٰرٗا وَأَفۡـِٔدَةٗ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُمۡ سَمۡعُهُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُهُمۡ وَلَآ أَفۡـِٔدَتُهُم مِّن شَيۡءٍ إِذۡ كَانُواْ يَجۡحَدُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (26)

شرح الكلمات :

{ ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه } : أي ولقد مكنا قوم عاد من القوة التي لم نمكنكم أنتم من مثلها .

{ وجعلنا لهم سمعا وأبصاراً } : وجعلنا لهم أسماعاً وأبصاراً .

{ فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء } : أي من الإِغناء .

{ إذ كانوا يجحدون بآيات الله } : أي لعلة هي أنهم كانوا يجحدون بآيات الله وهي حججه البيّنة .

{ وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون } : أي نزل بهم العذاب الذي كانوا يستهزئون به .

المعنى :

ما زال السياق في مطلب هداية قريش انه لما قص تعالى عليهم قصة عاد وتجلت فيها عظات كثيرة وعبرة كبيرة قال لهم { ولقد مكناهم } أي قوم عاد مكناهم في الأرض فأعطيناهم من مظاهر القوة المادية { فيما إن مكناكم فيه } أنتم يا معشر كفار قريش وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدة أي قلوباً فما أغنى عنهم سمعهم أي أسماعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء من الإِغناء إذ كانوا يجحدون بآيات الله أي بحججه وبيّناته الدالة على وجوب توحيده وحاق أي نزل بهم العذاب الذي كانوا إذا خوفوا به وأنذروا استهزأوا وسخروا .

الهداية :

من الهداية :

- بيان أن الإِعراض عن دين الله والإِصرار على الفسق عن أمر الله ، والاستمرار على الخروج على طاعته إذا استوجب صاحبه العذاب ونزل به لم يغن عنه ذكاؤه ولا دهاؤه ولا علمه وحضارته ولا علوه وتطاوله .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ مَكَّنَّـٰهُمۡ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّـٰكُمۡ فِيهِ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ سَمۡعٗا وَأَبۡصَٰرٗا وَأَفۡـِٔدَةٗ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُمۡ سَمۡعُهُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُهُمۡ وَلَآ أَفۡـِٔدَتُهُم مِّن شَيۡءٍ إِذۡ كَانُواْ يَجۡحَدُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (26)

قوله تعالى : { ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون 26 ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون 27 فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون } .

{ إن } تحتمل وجهين . أحدهما : أنها زائدة . وتقدير الكلام : ولقد مكناهم فيما مكناكم فيه . وثانيهما : أنهما : أنها بمعنى ما ، النافية . أي ولقد مكناهم في الذي ما مكناكم فيه من المال والسعة وقوة الأبدان وطول الأعمار . وهذا المعنى أظهر .

قوله : { وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة } يعني أنعمنا عليهم بأسباب التأمل والاعتبار والنظر فما آمنوا ولا اتعظوا . فقد وهبناهم السمع ليستمعوا الذكر والموعظة . ووهبناهم الأبصار ليروا آيات الله في الآفاق وفي الحياة ليستيقنوا . ووهبناهم العقول ليتفكروا ويتدبروا ويوقنوا أن الله حق . وهبناهم ذلك كله ليؤمنوا ويعتبروا ويزدجروا لكنهم صرفوا كل هذه القوى في طلب اللذات والشهوات فما أغنى عنهم ما وهبناهم من عذاب الله شيئا { إذ كانوا يجحدون بآيات الله } وذلك تعليل لعدم استفادتهم من القوى المذكورة ، أي لم يغن عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم ، لأنهم كانوا يجحدون بآيات الله .

قوله : { وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون } كانوا يسخرون من العذاب الذي توعدهم به نبيهم فنزل بهم ما كانوا به ، وهو العذاب ، وفي ذلك تخويف لهؤلاء المشركين أن يصيبهم مثل ما أصاب قوم عاد من العذاب .