أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (1)

شرح الكلمات :

{ سبح لله ما في السموات والأرض } : أي نزه الله تعالى جميع ما في السموات والأرض بلسان الحال والقال .

{ وهو العزيز الحكيم } : أي في ملكه ، الحكيم في صنعه وتدبيره .

/د1

المعنى :

فأولا تسبيح كل شيء في السموات والأرض أي تنزيهه عن كل نقص كالزوجة والولد والشريك والوزير المعين والعجز والجهل ، ثانيا إنه تعالى العزيز ذو العزة التي لا ترام العظيم الانتقام الحكيم في تدبير ملكه فلا شيء في خلقه هو عبثٌ أو لهوٌ أو باطل .

الهداية

من الهداية :

- فضل التسبيح وأفضله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .

- مظاهر القدرة والعلم والحكمة في هذه الآيات الخمس هي موجبات ربوبيته الله تعالى وألوهيته وهي مقتضية للبعث الآخر والجزاء فيه .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (1)

مقدمة السورة:

بيان إجمالي للسورة

هذه السورة مدنية وقيل مكية وآياتها تسع وعشرون . وقد جاءت متضمنة كثيرا من مختلف المعاني والأخبار والحجج . منها التأكيد على وحدانية الله وجلال قدره وعظيم سلطانه وجبروته ، وأنه سبحانه { الأول والآخر والظاهر والباطن } لا جرم أن هذه الآية بعظيم مدلولها تذكّر بأن الله له ملكوت كل شيء وأن قدرته وعلمه وسلطانه محيط بكل شيء .

وفي السورة بيان بحال المؤمنين السعداء يوم القيامة ، وحال المنافقين المذعورين المستيئسين يومئذ ، وما يضربه الله بين الفريقين من سور فاصل بينهما ظاهره فيه الرحمة وباطنه يفضي إلى العذاب .

وفي السورة تحذير شديد للمؤمنين أن تقسو قلوبهم فيغشاها ركام من الزيغ والرّان والغفلة ، كما قست قلوب أهل الكتاب لما طال عليهم الأمد فبدّلوا كتاب الله تبديلا .

وفيها كذلك تحذير للمؤمنين من الاغترار بالدنيا كيلا تلهيهم وتزيغ بها قلوبهم ، وما الدنيا إلا سحابة غيم تمطر الزرع فينمو ويهيج ويعجب به الناس ثم يصفر ويذبل ثم يصير هشيما تدوسه الدواب والأنعام وتذروه الرياح السوافي .

وفي السورة تذكير بأهمية الحديد الذي سميت به السورة فمن الحديد تصنع آلالات الحرب ليرد بها المسلمون كيد المعتدين الظالمين بعد أن لم تفلح معهم أساليب الحكمة والموعظة والبرهان . إلى غير ذلك من جليل المعاني والمواعظ .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ سبّح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم 1 له ملك السماوات والأرض يحي ويميت وهو على كل شيء قدير 2 هو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم } .

ذلك إخبار من الله حق بأن الوجود كله وما فيه من أجسام وأجرام ونبات وحيوان ، يسبح بحمد ربه ولكن الناس لا يعلمون كيف يسبح . ذلك أن الله خالق كل شيء وأن قدرته وعلمه وسلطانه محيط بالكون كله .

فقال سبحانه : { سبّح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } كل شيء يسبح بحمد الله ولا نفقه كيف يسبح الخلق من غير بني آدم . وهو سبحانه العزيز ، أي القوي ، المنيع الجانب الذي لا يغلبه غالب ، المنتقم من المدبرين عن طاعته وعبادته . وهو سبحانه الحكيم ، في تدبيره وتقديره وشرعه وأمره كله .