{ ثم استوى إلى السماء } : أي قصد بإرادته الربانية إلى السماء وهي دخان قبل أن تكون سماء .
وقوله { ثم استوى إلى السماء } في الآية الثالثة ( 10 ) يُخبر تعالى أنه بعد خلق الأرض استوى إلى السماء أي قصد بإرادته التي تعلو فوق كل إرادة { إلى السماء وهي دخان } أي بخار وسديم ارتفع من الماء الذي كان عرشه تعالى عليه فقال لها كما قال { للأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً } أي طائعين أو مكرهتين لا بد من مجيئكما حسب ما أردت وقصدت فأجابتا بما أخبر تعالى عنهما في قوله : { قالتا أتينا طائعين } أي لم يكن لنا أن نخالف أمر ربنا .
{ ثم استوى إلى السماء } أي : قصد إليها ، ويقتضي هذا الترتيب : أن الأرض خلقت قبل السماء ، فإن قيل : كيف الجمع بين ذلك وبين قوله : { والأرض بعد ذلك دحاها } [ النازعات : 30 ] فالجواب أنها خلقت قبل السماء ، ثم دحيت بعد ذلك .
{ وهي دخان } روي : أنه كان العرش على الماء فأخرج إليه من الماء دخان فارتفع فوق الماء فأيبس الماء فصار أرضا ، ثم خلق السماوات من الدخان المرتفع .
{ فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها } هذه عبارة عن لزوم طاعتهما كما يقول الملك لمن تحت يده : افعل كذا شئت أو أبيت أي : لا بد لك من فعله ، وقيل : تقديره ائتيا طوعا وإلا أتيتما كرها ومعنى : هذا الإتيان تصويرهما على الكيفية التي أرادها الله وقوله لهما : { ائتيا } مجاز وهو عبارة عن تكوينه لهما وكذلك قولهما : أتينا طائعين عبارة عن أنهما لم يمتنعا عليه حين أراد تكوينهما وقيل : بل ذلك حقيقة وأنطق الله الأرض والسماء بقولهما : أتينا طائعين وإنما جمع طائعين جمع العقلاء لوصفهما بأوصاف العقلاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.