أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡۚ سَتُكۡتَبُ شَهَٰدَتُهُمۡ وَيُسۡـَٔلُونَ} (19)

شرح الكلمات :

{ عباد الرحمان إناثاً } : أي لأنهم قالوا بنات الله .

{ اشهدوا خلقهم } : أي أحضروا خلقهم عندما كان الرحمان يخلقهم .

{ ستكتب شهادتهم } : أي سيكتب قولهم إن الملائكة إناثاً .

{ ويسألون } : أي دعواهم أن الله راض عنهم بعبادة الملائكة لا دليل لهم عليه ولا علم .

المعنى :

وقوله تعالى { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثاً } أي حيث قالوا الملائكة بنات الله وعبدوهم أشهدوا لذلك طلباً لشفاعتهم والانتفاع بعبادتهم . قال تعالى : موبخا لهم مقيما الحجة على كذبهم أشهدوا خلقهم أي أحضروا خلقهم عندما كان الله يخلقهم ، والجواب لا ، ومن أين لهم ذلك وهم ما زالوا لم يخلقوا بعد ولا آباؤهم بل ولا آدم أصلهم عليه السلام وقوله تعالى أي { ستكتب شهادتهم } هذه وهي قولهم إن الملائكة بنات الله ويسالون عنها ويحاسبون ويعاقبون عليها بأشد أنواع العقاب ، لأنها الكذب والافتراء ، وعلى من ؟ إنه على الله ، والعياذ بالله .

الهداية :

من الهداية :

- بيان أن من قال قولاً وشهد شهادة باطلة سوف يسأل عنها يوم القيامة ويعاقب عليها .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡۚ سَتُكۡتَبُ شَهَٰدَتُهُمۡ وَيُسۡـَٔلُونَ} (19)

{ وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا } الضمير في جعلوا لكفار العرب فحكي عنهم ثلاثة أقوال شنيعة :

أحدها : أنهم نسبوا إلى الله الولد .

والآخر : أنهم نسبوا إليه البنات دون البنين .

والثالث : أنهم جعلوا الملائكة المكرمين إناثا ، وقرئ عند الرحمن بالنون ، والمراد به قرب الملائكة وتشريفهم كقوله : { والذين عند ربك } ، وقرئ عباد بالباء جمع عبد والمراد به أيضا الاختصاص والتشريف .

{ أشهدوا خلقهم } هذا رد على العرب في قولهم : إن الملائكة إناثا ، والمعنى هم لم يشهدوا خلق الملائكة ، فكيف يقولون ما ليس لهم به علم ؟

{ ستكتب شهادتهم ويسألون } أي : تكتب شهادتهم التي شهدوا بها على الملائكة ، ويسألون عنها يوم القيامة .