أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبٞ لَّا يَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡيُنٞ لَّا يُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانٞ لَّا يَسۡمَعُونَ بِهَآۚ أُوْلَـٰٓئِكَ كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ} (179)

شرح الكلمات :

{ ذرأنا لجهنم } : خلقنا لجهنم أي للتعذيب بها والاستقرار فيها .

{ لا يفقهون بها } : كلام الله ولا كلام رسوله .

{ لا يبصرون بها } : آيات الله في الكون .

{ لا يسمعون بها } : الحق والمعروف .

{ كالأنعام } : البهائم في عدم الانتفاع بقلوبهم وأبصارهم وأسماعهم .

{ الغافلون } : أي عن آيات الله ، وما خُلقوا له وما يراد لهم وبهم .

المعنى :

على إثر ذكر الهدى والضلال وإن المهتدي من هداه الله ، والضال من أضله الله أخبر تعال أنه قد خلق لجهنم كثيراً من الجن والإِنس ، علما منه تعالى بأنهم يرفضون هدايته ويتكبرون عن عبادته ، ويحاربون أنبياءه ورسله ، وإن رفضهم للهداية وتكبرهم عن العبادة عطل حواسهم فلا القلب يفقه ما يقال له ، ولا العين تبصر ما تراه ، ولا الأذن تسمع ما تخبر به وتحدث عنه فأصحبوا كالأنعام بل هم أضل لأن الأنعام ما خرجت عن الطريق الذي سيقت له وخلقت لأجله ، وأما أولئك فقد خرجوا عن الطريق الذي أمروا بسلوكه ، وخلقوا له ألا وهو عبادة الله تعالى وحده لا شريك له لينجوا من العذاب ويسعدوا في دار النعيم ، وقوله تعالى { أولئك هم الغافلون } تقرير لحقيقة وهي أن استمرارهم في الضلال كان نتيجة غفلتهم عن آيات الله التنزيلية فلا يتدبروها فيعلموا أن الله هو الحق هو الله وحده بما شرع لهم في كتابه وسنة نبيه . هذا ما دلت عليه الآية الأولى ( 179 ) .

الهداية

الهداية

- تقرير مبدأ أن السعادة والشقاء سبق بها قلم القضاء والقدر فكل ميسر لما خلق له .

- هبوط الآدمي إلى درك أهبط من درك الحيوان ، وذلك عندما يكفر بربه ويعطل حواسه عن الانتفاع بها ، ويقصر همه على الحياة الدنيا .

- بيان أن البلاء كامن في الغفلة عن آيات الله والإِعراض عنها .