{ ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإِنس } الآية ، قال جار الله : هم المطبوع على قلوبهم الذين علم الله أنه لا لطف لهم ، وجعلهم في أنهم لا يلقون أذهانهم إلى معرفة الحق ، ولا ينظرون بعيونهم إلى ما خلق الله نظر اعتبار ، ولا يسمعون ما يتلى عليهم من آيات الله سماع تدبر ، كأنهم عدموا فهم القلوب وابصار العيون واستماع الآذان ، قال الشاعر :
لقد أسمعت لو ناديت حياً *** ولكن لا حياة لمن تنادي
وإنما قال : ذرأنا لأنهم يصيرون إلى جهنم بكفرهم بربهم واللام للعاقبة ، كقوله تعالى : { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم } [ القصص : 8 ] الآية وأنشدوا :
أموالنا لذوي الميراث نجمعها *** ودورنا لخراب الدهر نبنيها
ثم وصفهم تعالى فقال : { لهم قلوب لا يفقهون بها } أي لا يعلمون { ولهم أعين لا يبصرون بها } طريق الحق وسبيل الرشاد { ولهم آذان لا يسمعون بها } فيعرفون بذلك توحيد الله تعالى { أولئك كالأنعام بل هم أضل } في عدم الفقه والنظر للاعتبار والاستماع للتدبر ، يعني هم أضل من الأنعام عن الفقه والتدبر والاعتبار { أولئك هم الغافلون } الكاملون في الغفلة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.