التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا} (3)

قال بعض العلماء الرزق على نوعين رزق مضمون لكل حي طول عمره وهو الغذاء الذي تقوم به الحياة وإليه الإشارة بقوله : { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها } [ هود : 6 ] ، ورزق موعود للمتقين خاصة ، وهو المذكور في هذه الآية .

{ ومن يتوكل على الله فهو حسبه } أي : كافيه بحيث لا يحتاج معه إلى غيره وقد تكلمنا على التوكل في آل عمران .

{ إن الله بالغ أمره } أي : يبلغ ما يريد ولا يعجزه شيء ، هذا حض على التوكل وتأكيد له ، لأن العبد إذا تحقق أن الأمور كلها بيد الله توكل عليه وحده ولم يعول على سواه .

{ قد جعل الله لكل شيء قدرا } أي : مقدارا معلوما ووقتا محدودا .