جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا} (3)

{ ويرزقه من حيث لا يحتسب{[5039]} } وعن ابن عباس والضحاك وغيرهما : من طلق وراجع كما أمره الله ، جعل الله له من الكرب– سيما عند الموت- مخرجا ، ورزقه من حيث لا يرجو ، وأكثر العلماء على أنها نزلت حين جاء صحابي أسر ابنه ، وشكا إليه عليه السلام هذا والفاقة . فقال عليه السلام : " اتق واصبر ، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله " ففعل الرجل إذ جاء ابنه{[5040]} بإبل وغنم ، وعن بعض إن فيها تسلية ووصية للنساء عند الفراق ، فإنهن مضطرات غالبا للغيرة والاحتياج والعجز { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } كافيه { إن الله بالغ أمره } يبلغ ما يريد لا يعجزه مطلوب فهو منفذ أمره { قد جعل الله لكل شيء قدرا } تقديرا وتوفيقا فتوكلوا عليه


[5039]:وظاهر الآية العموم ولا وجه للتخصيص بنوع خاص، ويدخل في ذلك ما فيه السياق دخولا أوليا، فإن قيل: نرى كثيرا من الأتقياء مضيقا عليه في الرزق أجيب بأنه لا يخلوا عن رزق والآية لم تدل على أن المتقي يوسع له في الرزق بل دلت على أنه يرزق من حيث لا يحتسب وهذا أمر مطرد في الأتقياء أفاده الكرخي /12 فتح.
[5040]:أخرجه الحاكم وصححه وضعفه الذهبي وعن ابن عباس- رضي الله عنه قال: جاء عوف ابن مالك الأشجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن ابني أسره العدو وجزعت أمه فما تأمرني قال:"آمرك وإياها أن تستكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله" فقالت المرأة: نعم ما أمرك فجعلا يكثران منها فتغفل عنه العدو فاستاق غنمهم فجاء به إلى أبيه فنزلت هذه الآية أخرجه ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عنه وفي الباب روايات تشهد لهذا /12 فتح. [أخرجه ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي الصالح عن ابن عباس... فذكره، كما في"الدر المنثور" (6/354)]