النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا} (3)

{ إنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ } قال مسروق : إن اللَّه قاض أمره فيمن توكل عليه وفيمن لم يتوكل عليه ، إلا أنَّ مَنْ توكّل يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً .

{ قد جَعَل اللَّه لكل شيء قدْراً } فيه ثلاثة أوجه :

أحدهما :- يعني وقتاً وأجلاً ، قاله مسروق .

الثاني : منتهى وغاية ، قاله قطرب والأخفش .

الثالث : مقداراً واحداً ، فإن كان من أفعال العباد كان مقدراً بأوامر اللّه ، وإن كان من أفعال اللَّه ففيه وجهان :

أحدهما : بمشيئته .

الثاني : أنه مقدر بمصلحة عباده .