الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا} (3)

قوله : { بَالِغُ أَمْرِهِ } : قرأ حفص " بالغُ " مِنْ غير تنوين ، " أمرِه " مضافٌ إليه على التخفيفِ . والباقون بالتنوينِ والنصبِ وهو الأصلُ خلافاً للشيخ . وقرأ ابن أبي عبلة وداود بن أبي هند وأبو عمروٍ في روايةٍ " بالغٌ أمرُه " بتنوين " بالغٌ " ورفْع " أَمْرُه " وفيه وجهان ، أحدُهما : أَنْ يكونَ " بالغٌ " خبراً مقدماً ، و " أمْرُه " مبتدأٌ مؤخرٌ . والجملة خبرُ " إنَّ " والثاني : أَنْ يكونَ " بالغٌ " خبرَ " إنَّ " و " أَمْرُه " فاعلٌ به . وقرأ المفضَّلُ " بالغاً " بالنصب ، " أَمْرُه " بالرفع . وفيه وجهان ، أظهرهما : وهو تخريج الزمخشري أَنْ يكونَ " بالغاً " نصباً على الحال ، و { قَدْ جَعَلَ اللَّهُ } هو خبرُ " إنَّ " تقديرُه : إن اللَّهَ قد جعل لكلِّ شيءٍ قَدْراً بالغاً أمْرُه . والثاني : أَنْ يكونَ على لغةِ مَنْ ينْصِبُ الاسمَ والخبرَ بها ، كقولِه :

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** . . . . . . . . . . . . . . . . إنَّ حُرَّاسَنا أُسْدا

ويكون " قد جَعَل " مستأنفاً كما في القراءةِ الشهيرةِ . ومَنْ رفع " أَمْرُه " فمفعولُ " بالغ " محذوفٌ تقديره : ما شاء . وجناح بن حبيش " قَدَرا " بفتح الدال .