قوله عز وجل : { وقالوا اتخذ الله ولداً } نزلت في يهود المدينة حيث قالوا : عزيز ابن الله ، وفي نصارى نجران حيث قالوا المسيح ابن الله وفي مشركي العرب حيث قالوا الملائكة بنات الله { سبحانه } أي تنزيهاً لله فنزه الله نفسه عن اتخاذ الولد وعن قولهم : وافترائهم عليه ( خ ) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله عز وجل : " كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فزعم إني لا أقدر أن أعيده كما كان وأما شتمه إياي ، فقوله لي ولد فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولداً " { بل له ما في السموات والأرض } يعني عبيداً وملكاً فكيف ينسب إليه الولد وهو داخل فيهما . وقيل : إن الولد لا بد وأن يكون من جنس الوالد والله تعالى منزه عن الشبيه والنظير . وقيل : إن الولد إنما يتخذ للحاجة إليه والانتفاع به عند عجز الوالد وكبره ، والله تعالى منزه عن ذلك كله فإضافة الولد إليه محال { كل له قانتون } يعني أن أهل السموات والأرض مطيعون لله ومقرون له بالعبودية ، وأصل القنوت لزوم الطاعة مع الخضوع . وقيل : أصله : القيام ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " أفضل الصلاة طول القنوت " فعلى هذا يكون معنى الآية كل له قائمون بالشهادة ومقرون له بالوحدانية . وقيل : قانتون أي مذللون مسخرون لما خلقوا له . واختلف العلماء في حكم الآية فقال بعضهم : هو خاص ثم سلكوا في تخصيصه طريقين . أحدهما : قالوا هو راجع إلى عزير والمسيح والملائكة . الثاني : قال ابن عباس رضي الله عنهما : هو راجع إلى أهل طاعته دون سائر الكفار وذهب جماعة إلى أن حكم الآية عام لأن لفظة كل تقتضي الشمول والإحاطة ثم سلكوا في الكفار طريقين . أحدهما أن ظلالهم تسجد لله وتطيعه . والثاني أن هذه الطاعة تكون في يوم القيامة . ومن ذهب إلى تخصيص حكم الآية أجاب عن لفظة كل بأنها لا تقتضي الشمول والإحاطة بدليل قوله تعالى : { وأوتيت من كل شيء } ولم تؤت ملك سليمان فدل على أن لفظة كل لا تقتضي ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.